فصل: تفسير الآية رقم (10):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (9):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)}
{ياأيها} {آمَنُواْ} {أَمْوَالُكُمْ} {أَوْلادُكُمْ} {فأولئك} {الخاسرون}
(9)- يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ بِكَثْرَةِ ذِكْرِهِ وَبِأَلا يَشْغَلَهُمْ مَا لَهُمْ وَأَوْلادُهُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِهَّمْ، وَيُخْبِرُهُمْ بِأَنَّ مَنِ التَهَى عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ وَطَاعَتِهِ بِمَتَاعِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينتِهَا، فَإِنَّهُ مِنَ الخَاسِرِينَ الذِينَ يَخْسَرُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ.
لا تُلِهِكُمْ- لا تَشْغَلْكُمْ وَتَصْرِفْكُمْ.
ذِكَرِ اللهِ- عِبَادَتِهِ وَطَاعَتِهِ وَمُرَاقَبَتِهِ.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10)}
{رَزَقْنَاكُمْ} {الصالحين}
(10)- يَحُثُّ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ عَلَى الإِنْفَاقِ فِي طَاعَتِهِ مِنَ المَالِ الذِي جَعَلَهُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَحِينَ أَجَلُهُمْ فَيَقُولُ هَؤُلاءِ الذِينَ قَصَّرُوا فِي الطَّاعَةِ، وَفِي الإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَرْضَاتِهِ: يَا رَبِّ لَوْ أَنَّكَ أَخَّرْتَنِي مُدَّةً يَسِيرَةً، فَأْنْفِقَ فِي طَاعَتِكَ، وأَسْتَجِيبَ لأَمْرِكَ، وأَكُونَ مِنْ عِبَادِكَ المُخْلِصِينَ الصَّالِحِينَ، الذِينَ تَرْضَى عَنْهُمْ.
لَوْلا أخَّرْتَنِي- هلا أَمْهَلْتَنِي وَأَخَّرْتَنِي.

.تفسير الآية رقم (11):

{وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}
(11)- وَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى لِهَؤُلاءِ: إِنَّهُ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا الطَّاعَاتِ، وَيُنْفِقُوا فِي أَوْجُهِ الخَيْرِ وَالبِرِّ قَبْلَ أَنْ يَحِينَ أَجَلُهُمْ، لأَنَّهُمْ إِذَا حَانَ أَجَلُهُمْ فَلا مَجَالَ لِلتَّأْخِيرِ وَالإِمْهَالِ، وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا يَفْعَلُهُ العِبَادُ.

.سورة التغابن:

.تفسير الآية رقم (1):

{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}
{السماوات}
(1)- جَمِيعُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ مِنْ مَخْلُوقَاتِ تُسَبِّحُ بِحَمْدِ اللهِ، وَتُنَزِّهُهُ عَنْ صِفَاتِ النّقْصِ التِي لا تَلِيقُ بِجَلالَهِ وَكَمَالِهِ، فَهُوَ تَعَالَى المالِكُ المُتَصَرِّفُ فِي جَمِيعِ مَا فِي الوُجُودِ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الجَمِيلُ عَلَى جَمِيعِ مَا يَخْلُقُهُ وَيُقَدّرُهُ، وَهُوَ القَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، مَا شَاءَ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلا رَادَّ لأَمْرِهِ وَلا مَانِعَ.
لَهُ المُلْكُ- لَهُ التَّصَرُّفُ المُطْلَقُ فِي كُلِّ شَيءٍ.

.تفسير الآية رقم (2):

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)}
(2)- هُوَ الذِي خَلَقَكُمْ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، وَأَوْجَدَكُمْ مِنْ عَدَمٍ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ، فَبَعْضُكُمْ يَخْتَارُ الكُفْرَ، وَيَعْمَلُ لَهُ، وَمِنْكُمْ مَنْ يَتَفَكَّرُ وَيُمْعِنُ النَّظَرَ فِي الأَدِلَّةِ التِي أَقَامَهَا اللهُ تَعَالَى في الأَنْفُسِ وَالآفَاقِ، فَيُؤْمِنُ بِاللهِ وَيَعْمَلُ صَالِحاً، وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَنْ يَسْتَحِقُّ الهِدَايَةَ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ الضَّلالَةَ، وَهُوَ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُهُ العِبَادُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍ، وَسَيُحَاسِبُهُمْ عَلَيْهِ.

.تفسير الآية رقم (3):

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)}
{السماوات}
(3)- وَقَدْ خَلَقَ اللهُ تَعَالَى السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ بِالعَدْلِ وَالحِكْمَةِ البَالِغَةِ، المُتَضَمِّنَةِ لِمَنَافِعِ الدِّين والدُّنْيَا، وَلَمْ يَخْلُقْهَا عَبَثاً وَبَاطِلاً، وَصَوَّرَكُمْ يَايُّهُا النَّاسُ، حِينَ خَلَقَكُمْ، فَجَعَلَكُمْ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، وَأَكْمَلِ مَظْهَرٍ، وَإِلَيهِ تَصِيرُونَ بَعْدَ المَوْتِ لِيُحَاسِبَكُمْ عَلَى أَعْمَالِكُمْ، وَيُجَازِي كُلَّ نَفْسٍ بِمَا عَمِلَتْ، وَلا مُعَقِّبَ عَلَى حُكْمِهِ.
بِالحَقِّ- بِالحِكْمَةِ البَالِغَةِ.
أَحْسَنَ صُورَكُمْ- أَتْقَنَهَا وَأَحْكَمَهَا.

.تفسير الآية رقم (4):

{يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)}
{السماوات}
(4)- وَاللهُ تَعَالَى يَعْلَمُ جَمِيعَ مَا فِي السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ مِنْ كَائِنَاتٍ وَمَخْلُوقَاتٍ، فَلا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أُمُورِهَا خَافِيَةٌ، وَهُوَ يُدَبِّرُهَا وَيُدِيرُهَا، وَيَعْلَمُ مَا يُعْلِنُهُ النَّاسُ وَيَقُولُونَهُ، وَيَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَهُ وَيُبْطِنُونَهُ، وَمَا تُوَسْوِسُ بِهِ، نُفُوسُهُمْ، وَيَعْلَمُ مَا يُضْمِرُونَ في صُدُورِهِمْ وَمَا يُبَيِّتُونَ فِي سَرَائِرِهِمْ فَلا تَخْفَى عَلَيْهِ شَيءٌ مِنْ ذَلِكَ.

.تفسير الآية رقم (5):

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5)}
{نَبَأُ}
(5)- يُحَذِّرُ اللهُ تَعَالَى المُشْرِكِينَ مِنْ كُفَّارِ مَكَّةَ مِنْ مَغَبَّةِ تَمَادِيِهِمْ فِي الكُفْرِ وَالضَّلالَةِ، وَتَكْذِيبِ رَسُولِ اللهِ، وَيَلْفِتُ أَنْظَارَهُمْ إِلَى مَا أَنْزَلَهُ مِنْ عِقَاب بِالكُفَّارِ، وَتَكْذِيبِ رَسُولِ اللهِ، وَيَلْفِتُ أَنْظَارَهُمْ إِلَى مَا أَنْزَلَهُ مِنْ عِقَابٍ بِالكُفَّارِ المُكَذِّبِينَ مِنَ الأُمَمِ السَّالِفَةِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: أَلَمْ تَأْتِكُمْ أَخْبَارُ الكَافِرِينَ السَّالِفِينَ بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ رُسُلُ رَبِّهِمْ، كَقَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ، فَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ بِهِمْ عِقَابَهُ الأَلِيمَ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقَهُ بِالطُّوفَانِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَهْلَكَتْهُ الرِّيحُ العَقِيمُ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ صَيْحَةُ العَذَابِ، فَلَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ مِنْهُمْ، فَكَانَ ذَلِكَ عِقَاباً أَلِيماً لَهُمْ، فِي الدُّنْيَا عَلَى كُفْرِهِمْ، وَاسْتِهْزَائِهِمْ، وَسَيَكُونُ لَهُمْ عَذَابٌ مُؤْلِمٌ مُوجِعٌ فِي الآخِرَةِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
وَبَالَ أَمْرِهِمْ- سُوءَ عَاقِبَةِ كُفْرِهِمْ فِي الدُّنْيَا.

.تفسير الآية رقم (6):

{ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)}
{بالبينات}
(6)- وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ بِهِمْ مَا أَنْزَلَهُ مِنَ العَذَابِ وَالدَّمَارِ لأَنَّهُمْ كَانَتْ رُسُلُهُمْ تَأْتِيهِمْ بِالحُجَجِ والدَّلالاتِ الوَاضِحَةِ المُبيِّنَةِ، وَبِالمُعْجِزَاتِ البَاهِرَةِ، فَكَانُوا يَعْجَبُونَ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ اللهُ رِسَالَتَهُ إِلَى النَّاسِ فِي أُنَاسٍ مِنَ البَشَرِ، لا مِيزَةَ لَهُمْ عَلَى غَيْرِهِمْ، وَلا فَضْلَ. وَقَدْ حَمَلَهُمْ هَذَا الاعْتِقَادُ عَلَى الكُفْرِ بِاللهِ وَبِكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَأَعْرَضُوا عَنْ دَعْوَةِ الحَقِّ وَتَوَلَّوْا عَنْ طَرِيقِ الهُدَى فأَهْلَكَهُمُ اللهُ جَمِيعاً، وَقَطَعَ دَابِرَهُمْ، وَاسْتَغْنَى عَنْ إِيْمَانِهِمْ، وَهُوَ الغَنِيُّ عَنِ المَخْلُوقَاتِ جَمِيعاً، وَهُوَ الحَقِيقُ بِالحَمْدِ عَلَى مَا أنْعَمَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ مِنَ النِّعَمِ الوَفِيرَةِ التِي لا تُحْصَى.
تَوَلَّوا- أَعْرَضُوا عَنِ الإِيْمَانِ بِالرُّسُلِ.

.تفسير الآية رقم (7):

{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7)}
(7)- ادَّعَى المُشْرِكُونَ وَالكُفَّارُ أَنَّهُ لا بَعْثَ وَلا حَشْرَ وَلا حِسَابَ، وَلا جَزَاءَ فِي الآخِرَةِ، وَاسْتَبْعَدُوا وَقُوعَ ذَلِكَ بِعْدَ أَنْ تَتَفَرَّقَ الأَجْسَادُ فِي الأَرْضِ، وَتُصْبِحَ رَمِيماً مُتَنَاثِراً. فَقُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ مُقْسِماً بِرَبِّكَ الكَرِيمِ عَلَى صِدْقِ مَا تَقُولُ: إِنَّ البَعْثَ لَكَائِنٌ لا مَحَالَةَ، وَإِنَّكُمْ سَتحَاسَبُونَ عَلَى أَعْمَالِكُمْ جَمِيعِهَا. وَبَعْثُ البَشَرِ مِنْ قُبُورِهِمْ، وَإِطْلاعُهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِم التِي عَملُوهَا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا، وَحسَابُهُمْ وَجَزَاؤُهُمْ، كُلُّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ فِي غَايَةِ اليُسْرِ والسُّهُولَةِ، فَهُوَ تَعَالَى القَادِرُ القَاهِرُ.

.تفسير الآية رقم (8):

{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)}
{فَآمِنُواْ}
(8)- فآمِنُوا يَا أَيُّهَا النَّاسُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَبالكِتَابِ الذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَيْهِ لِيَهْدِيكُمْ إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَلِيُنْقِذَكُمْ مِنَ الضَّلالَةِ والشُّكُوكِ وَالشُّبُهَاتِ، وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ لا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ مِنْ أَعْمَالِكُمْ وَسَيُحَاسِبُكُمْ عَلَيْهَا فاتَّعِظُوا وَآمِنُوا، عَمَّا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الكُفْرِ وَالعِنَادِ.
النُّورِ- القُرْآنِ.

.تفسير الآية رقم (9):

{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)}
{صَالِحاً} {جَنَّاتٍ} {الأنهار} {خَالِدِينَ}
(9)- وَفِي يَوْمِ القِيَامَةِ يَبْعَثُكُم اللهُ مِنْ قُبُورِكُمْ، وَيَحْشُرُكُمْ إِلَيهِ لِلحِسَابِ وَالجَزَاءِ، وَذَلِكَ اليَوْمُ هُوَ يَوْمُ التَّغَابُنِ، إِذْ يَكُونُ النَّاسُ فَرِيقَينَ: كَافِرِينَ اشْتَرَوا الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ، فَخِسِرَتْ صَفقَتُهُمْ، وَصَارُوا إِلَى عَذَابِ النَّارِ، وَمُؤْمِنِينَ بَاعُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِالجَنَّةِ، فَرَبِحَتْ صَفقَتُهُمْ، وَصَارُوا إِلَى نَعِيمِ الجَنَّةِ، فَلا غبْنَ أَعْظَمِ مِنَ الغبْنِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، حَينَمَا يَجِدُ الكَافُرُونَ المُقَصِّرُونَ أَنَّهُمْ بَاعُوا النَّعِيمَ الخَالِدَ الدَّائِمَ، بِلَذَّةٍ قَلِيلَةٍ زَائِلَةٍ. وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ بِطَاعَتِهِ. يُكَفِّرِ اللهُ عَنْهُ سَيِئَاتِهِ، وَيَغْفِرْ لَهُ ذُنُوبَهُ، وَيُدْخِلْهُ جَنَّةً تَجْرِي الأَنْهَارُ فِي جَنَبَاتِهَا، وَيَبْقَى خَالِداً فِي نَعِيمِهَا أَبَداً، وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ الَّذِي لا فَوْزَ بَعْدَهُ.
يَوْمُ التَّغَابُنِ- يَظْهَرُ فِيهِ غَبْنُ الكَافِرِ بِتَرْكِهِ الإِيْمَانَ.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)}
{بِآيَاتِنَآ} {أولئك} {أَصْحَابُ} {خَالِدِينَ}
(10)- أَمَّا الذِينَ كَفَرُوا بِاللهِ، وَجَحَدُوا بِوحْدَانِيَّتِهِ، وَكَذَّبُوا رَسُولَهُ، وَالكِتَابَ الذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَيهِ، فَهَؤُلاءِ يُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ نَارَ جَهَنَّمَ لِيَبْقُوا فِيهَا خَالِدِينَ أَبَداً، وَبِئْسَ النَّارُ مَنْزِلاً وَمَصِيراً.

.تفسير الآية رقم (11):

{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)}
(11)- مَا أَصَابَ أَحَداً شَيءٌ مِنْ رَزَايَا الدُّنْيَا وَمَصَائِبِهَا، إِلا بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ وَمَشِيئَتِهِ، فَالمَرْءُ يَعْمَلُ وَيَتَّخِذُ مِنَ الأَسْبَابِ مَا هُوَ في طَوقِهِ وَاسْتِطَاعَتِهِ، لَجَلْبِ الخَيْرِ وَدَفْعِ الضَّرَرِ، وَلَكِنَّ النَّتَائِجَ بِيَدِ اللهِ وَوفْقَ قَدَرِهِ وَمَشِيئَتِهِ، فَإِذَا مَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَعَلَيْهِ أَلا يَغْتَمَّ وَلا يَحْزَنَ، وَعَلَيهِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّما كَانَ ذَلِكَ بإِرَادَةِ اللهِ وَعِلْمِهِ. وَمَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ وَآمَنَ أَنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ بِقَضَاءِ اللهِ، وَقَدَرِهِ، فَصَبَرَ واحْتَسَبَ، عَوَّضَهُ اللهُ عَنْ إِصَابَتِهِ فِي الدُّنْيَا، هُدًى فِي قَلْبِهِ، وَيَقِينا صَادِقاً بِأَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَاللهُ عَلِيمٌ بِالأَشْيَاءِ كُلِّهَا. فَالمُؤْمِنُ عَلَيهِ وَاجبَانِ:
- السَّعْيُ وَبَذْلُ الجُهْدِ واتِّخَاذُ الأَسْبَابِ لِجَلْبِ الخَيْرِ وَدَفْعِ الشَّرِّ مَا اسْتَطَاعَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً.
- ثُمَّ التَّوكُّلُ عَلَى اللهِ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ اليَقِينَ بِأَنَّ كُلَّ مَا يَحْدُثُ هُوَ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ وَمَشِيئَتِهِ فَلا يَغْتَمُّ وَلا يَحْزَنُ لِمَا يَقَعُ.
بِإِذْنِ اللهِ- بِإِرَادَتِهِ وَقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ.
يَهْدِ قَلْبَهُ- يُوَفِّقْهُ لِلْيَقِينِ وَالصَّبْرِ والتَّسْلِيمِ.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12)}
{البلاغ}
(12)- يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ بِطَاعَتِهِ تَعَالَى فِيمَا شَرَعَ، وَبِطَاعَةِ رَسُولِهِ الكَرِيمِ فِيمَا بَلَّغَ، وَبِأَنْ يَفْعَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ، وَبِتَرْكِ مَا نُهُوا عَنْهُ، فَإِنْ أَعْرَضُوا عَنْ ذَلِكَ فَإِنَّ الرَّسُولَ مَهَمَّتُهُ أَدَاءُ الرِّسَالَةِ، وَقَدْ فَعَلَ، وَلا يُسْأَلُ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ شَيءٍ مِنْ أَعْمَالِ العِبَادِ.